“قد يشعر الطفل بأنه لا قيمة له”: الأطباء في الإمارات العربية المتحدة يحذرون من تأثير التنمر الدائم على الأطفال – أخبار

فريق التحرير

صورة الملف تستخدم لأغراض توضيحية

سلطت قضية “التنمر الشديد” التي أدت إلى دخول مريم الشحي البالغة من العمر 11 عامًا إلى وحدة العناية المركزة، الضوء على كيفية تأثير الإهانات والإساءات اللفظية بشكل خطير على الطفل. وقال الأطباء والمتخصصون إن التأثير الجسدي والنفسي لمثل هذه الحوادث قد يستمر لفترة طويلة.

وحذر الخبراء من أن التنمر قد يضعف جهاز المناعة لدى الأطفال أو يؤدي إلى مشاكل في القلب، بالإضافة إلى آثار أخرى طويلة المدى على الصحة العقلية.


البقاء حتى موعد مع آخر الأخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.

الفتاة الإماراتية الشحي – التي واجهت تنمرًا لا هوادة فيه أثناء وبعد مشاركتها في برنامج واقعي – فقدت 5 كيلوجرامات في سبعة أيام فقط، وارتفعت مستويات السكر في الدم لديها بسبب مرض السكري من النوع الأول. لقد انهارت وقضت أسبوعًا في المستشفى.



وقال الدكتور عدنان أحمدي زاد، طبيب نفسي في مستشفى جامعة ثومبي، إن التنمر يؤدي إلى استجابة الطفل للضغط البيولوجي.

“عندما تطول هذه الاستجابة، فإنها يمكن أن تضعف جهاز المناعة وتزيد الالتهاب. وقال الدكتور أحمدي زاد: “يرتبط الإجهاد المزمن أيضًا بمشاكل القلب والأوعية الدموية بسبب زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب”.

“قد يشعر الطفل بأنه لا قيمة له”

علاوة على التأثير على الصحة البدنية، يمكن أن يكون للتنمر آثار نفسية دائمة أيضًا.

الأطفال الذين تعرضوا للتنمر هم أيضًا عرضة لمشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات.

وقال الدكتور أحمدي زاد إن القلق والاكتئاب غالباً ما يؤديان إلى آليات تكيف غير صحية، بما في ذلك اضطرابات الأكل.

وقال: “بعض الأطفال قد يقيدون تناول الطعام أو يسرفون في تناول الطعام للتحكم في عواطفهم، مما يساهم في اضطرابات الأكل”.

تتجلى هذه القضايا بطرق تؤثر بعمق على الأداء الاجتماعي والأكاديمي.

وأضاف الطبيب: “الطفل الذي يتعرض للتنمر بسبب مظهره قد يشعر بأنه لا قيمة له ويتجنب المواقف الاجتماعية”. “قد يعانون أيضًا من أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة أو الأرق بسبب التوتر.”

الدكتور عدنان أحمدي زاد

الدكتور عدنان أحمدي زاد

علامات تحذيرية للآباء

يجب على الآباء أن يكونوا يقظين في التعرف على العلامات التي تشير إلى أن أطفالهم قد يعانون من آثار التنمر.

قال الدكتور أحمدي زاد: “ابحث عن تغييرات في السلوك، مثل الانسحاب من الأصدقاء أو الأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها”. “إن القلق المتزايد والشكاوى المتكررة من الصداع أو آلام المعدة والتغيرات في أنماط الأكل أو النوم يمكن أن تكون بمثابة أعلام حمراء.”

التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية. وأضاف الطبيب: “إذا لاحظ الوالدان علامات إيذاء النفس أو تعبيرات عن عدم القيمة، فيجب طلب المساعدة المهنية على الفور”.

كيفية مساعدة الاطفال

تعتبر الإجراءات الوقائية ضرورية لمكافحة الآثار طويلة المدى للتنمر. وأوصت دانا بري، عالمة نفسية في عيادة أمان ليل عافية دبي، المدارس بتنفيذ سياسات قوية لمكافحة التنمر وإجراء ورش عمل لتعليم التعاطف وحل النزاعات.

دانا بري

دانا بري

وقال بري: “إن ورش العمل المنتظمة، مثل سيناريوهات لعب الأدوار، يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والتعاطف مع أقرانهم”.

يجب على الآباء أن يشاركوا في الحياة الأكاديمية والاجتماعية لأطفالهم أيضًا.

وقال بري: “عندما يبدي الأهل اهتماماً ودعماً لتعليم أطفالهم، فإن ذلك يعزز ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير”. “إن الإجراءات البسيطة مثل حضور الأحداث المدرسية، والمشاركة في المناقشات حول يومهم، والمساعدة في الواجبات المنزلية يمكن أن تحسن الرفاهية العاطفية للطفل والأداء الأكاديمي.”

بالنسبة للأطفال الذين يتعافون من حوادث التنمر، يمكن أن تساعد بعض استراتيجيات التكيف. وقال الدكتور أحمدي زاد إن ذلك يشمل تمارين التنفس العميق والرياضة والمنافذ الإبداعية مثل الكتابة أو الرسم. إن العيش بأسلوب حياة صحي مع وجبات متوازنة ونوم كافٍ أمر بالغ الأهمية أيضًا.


شارك المقال
اترك تعليقك