وأصدر وزراء خارجية مصر والأردن والعراق إدانة مشتركة للإجراءات الإسرائيلية في غزة ولبنان، مطالبين بتدخل دولي لوقف تصعيد الصراع.
والتقى الوزراء على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وناقشوا تقدم التعاون في الإطار الثلاثي، استعداداً للقمة الثلاثية المقبلة على مستوى القيادات في القاهرة.
وتطرق الوزراء إلى التصعيد الحالي في المنطقة، مؤكدين أن وقف هذا التصعيد يجب أن يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أدانوا العدوان الإسرائيلي على لبنان، محذرين من أن إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة.
وقال الوزراء في بيان مشترك “إن تصاعد العنف يجب أن يتوقف، بدءا بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”. وأضافوا “أدانوا تصرفات إسرائيل في لبنان، محذرين من أنها قد تقود المنطقة إلى حرب شاملة”.
وحث الوزراء المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي على التدخل لوقف الصراع، مؤكدين على مسؤولية إسرائيل عن التدهور الخطير الذي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.
في غضون ذلك، يستمر تصعيد الوضع في لبنان. ووصف وزير الصحة اللبناني الوضع في بلاده بأنه “مذبحة” في حين تكافح المستشفيات للتعامل مع عدد الضحايا نتيجة يومين من الغارات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق التي استهدفت جماعة حزب الله المسلحة.
وقال فراس أبيض لبي بي سي إنه “من الواضح” أن العديد من بين 550 شخصا قتلوا في هجمات يوم الاثنين كانوا من المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء.
وزعمت إسرائيل أنها ضربت مئات المواقع لحزب الله، متهمة الحزب بإخفاء أسلحة في مناطق سكنية.
وفي يوم الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي رئيس قوة الصواريخ في حزب الله مع استمرار الضربات، بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن المجموعة تقود لبنان “إلى حافة الهاوية”.
أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، بما في ذلك مقذوف طويل المدى أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل. وكان هذا أبعد هجوم للحزب حتى الآن. وقالت إسرائيل إنها اعترضت المقذوف، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
ورغم الهجمات الإسرائيلية، فإن هيكل القيادة القابل للتكيف لدى حزب الله، إلى جانب البنية التحتية الضخمة للأنفاق ومخزون كبير من الصواريخ والأسلحة التي تراكمت على مدى العام الماضي، تمكن جماعة المقاومة من تحمل الهجمات الإسرائيلية غير المسبوقة، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الأربعاء نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات حزب الله.
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية اثنين من أبرز القادة العسكريين في حزب الله، هما السيد فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، بالإضافة إلى قائد وحدة الصواريخ في الحزب الثلاثاء إبراهيم قبيسي، إلى جانب قيادات ومقاتلين آخرين.
علاوة على ذلك، شنت “إسرائيل” الأسبوع الماضي هجوماً شاملاً وغير مسبوق، ففجرت آلاف أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي، ما أدى إلى مقتل العشرات من المواطنين وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين.
ورغم أن أيا من الطرفين لم يبد أي اهتمام بالتراجع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الصراع واسع النطاق “ليس في مصلحة أحد” وأصر على أن “الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا”.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم “لا يستطيع أن يسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى”.
قال مسؤولون محليون لوكالة أسوشيتد برس إن غارة جوية إسرائيلية على قرية لبنانية بالقرب من مدينة جبيل الساحلية استهدفت منزل أحد مقاتلي حزب الله القتلى، مما أدى إلى مقتل ستة من أفراد عائلته، بما في ذلك طفليه الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات.
أدت الغارة الجوية، صباح الأربعاء، إلى تدمير مبنى مكون من طابقين في ميسرة، حيث لجأ إليه النازحون من الجنوب بحثاً عن مأوى.
وقال زهير عمرو، وهو مسؤول محلي، إن صاحب المنزل علي عمرو، كان مقاتلاً في حزب الله قُتل على خط المواجهة في جنوب لبنان قبل 50 يومًا. وكان المبنى الذي تعرض للهجوم يوم الأربعاء منزل عائلته.
وفي يوم الأربعاء أيضا، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القصف الجوي الإسرائيلي المستمر في لبنان يعرض المدنيين “في جميع أنحاء البلاد لخطر جسيم”، ودعت إلى إجراء تحقيق من جانب الأمم المتحدة في الضربات في لبنان وإطلاق الصواريخ من قبل حزب الله على شمال إسرائيل.
وثقت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان أكثر من ألف غارة إسرائيلية في مختلف أنحاء لبنان منذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي مرحلة جديدة في صراعه مع حزب الله.