تقف مصر كشريك استراتيجي محوري لكوريا الجنوبية في أفريقيا: السفير كيم يونجهيون

فريق التحرير

وتقف مصر كشريك استراتيجي محوري لكوريا الجنوبية داخل القارة الأفريقية. وفي الوقت الحالي، تعمل أكثر من 40 شركة كورية في مختلف القطاعات داخل مصر، مما يوضح التآزر التجاري القوي بين البلدين. يسير حجم التجارة بين مصر وكوريا الجنوبية على مسار نحو التعافي في عام 2024، مدعومًا بالتحولات الإيجابية الأخيرة في المشهد الاقتصادي في مصر.

وفي أعقاب العقد الماضي، ازدهرت العلاقات المصرية الكورية الجنوبية، وتميزت بزيادة في التجارة، فضلاً عن التعاون الثقافي والسياسي والاقتصادي. في أعقاب القمة الأفريقية الكورية الجنوبية الافتتاحية، أجرت ديلي نيوز إيجيبت حوارًا مع كيم يونجهيون، سفير جمهورية كوريا الموقر في مصر. ووفرت المناقشة معلومات ثاقبة فيما يتعلق بالقرارات الرئيسية للقمة والخطوات التقدمية في التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية.

ما أهمية القمة الأولى لكوريا الجنوبية مع الدول الأفريقية، وما هي أهم مجالات ونتائج القمة؟

تمثل القمة الكورية الإفريقية الافتتاحية (4-5 يونيو) خطوة مهمة في التزام كوريا الجنوبية ببناء شراكة مستدامة واستراتيجية طويلة الأمد مع إفريقيا. وركزت القمة، التي شهدت مشاركة 48 دولة أفريقية ومنظمة إقليمية، على النمو المشترك والاستدامة والتضامن. وتشمل النتائج الرئيسية تبني الإعلان المشترك، وإعلان “التزامات كوريا” بزيادة المساعدة الإنمائية الرسمية إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2030، وتوفير 14 مليار دولار في تمويل الصادرات، وبدء حوار رفيع المستوى حول سلاسل توريد المعادن المهمة. كما غطى جدول الأعمال البنية التحتية والأمن الغذائي وتغير المناخ والتقنيات الرقمية.

كيف ستعزز القمة التعاون بين كوريا الجنوبية والدول الإفريقية؟

لقد أرست القمة أساسًا قويًا للتعاون المستقبلي. وتهدف “التزامات كوريا” إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، مع تعهدات مالية كبيرة لمساعدة التجارة والاستثمار الكوريين في أفريقيا. ومن المتوقع أن يؤدي الحوار رفيع المستوى حول سلاسل توريد المعادن والمناقشات حول القضايا العالمية الرئيسية مثل البنية التحتية وتغير المناخ إلى تعميق الشراكة.

هل يمكنك مناقشة دور مصر ومساهماتها في إنجاح القمة الكورية الإفريقية 2024؟

ولعبت مصر دوراً محورياً كشريك استراتيجي. وترأست رانيا المحصص وزيرة التعاون الدولي الوفد المصري، فيما شارك عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منتدى قادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وكانت مشاركتهم مفيدة في نجاح القمة.

ما هي أهم النتائج الثنائية التي تمخضت عنها القمة بين مصر وكوريا؟

وكانت القمة علامة فارقة في العلاقات المصرية الكورية، حيث حققت العديد من الإنجازات الرئيسية:

  • وارتفعت القروض الميسرة التي تعهدت بها كوريا لمصر من مليار دولار إلى 3 مليارات دولار.
  • وتهدف مذكرة التفاهم بين بنك EXIM الكوري ووزارة التعاون الدولي إلى توسيع نطاق مشاريع التنمية المشتركة.
  • وقعت الوكالة الكورية للتعاون الدولي ووكالة الشراكة الأوروبية مذكرة تفاهم بشأن التعاون الثلاثي لتقديم المساعدة التنموية للدول الأفريقية.
  • اتفاقية لإنشاء مركز التعاون الحكومي الرقمي في مصر بحلول عام 2025، بما يعزز دور مصر في دعم رقمنة الخدمات الحكومية في أفريقيا.

باعتبارك سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، كيف تصف الوضع الحالي للعلاقات بين كوريا الجنوبية ومصر؟

ومنذ تأسيس الشراكة التعاونية الشاملة في عام 2016، عقب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السيسي لكوريا، شهدت علاقاتنا الثنائية نموا سريعا. لقد شهدنا إنجازات كبيرة، خاصة في السنوات القليلة الماضية.

ما هي التحديات والفرص الرئيسية لمواصلة تعزيز هذه العلاقات؟

وتزدهر أكثر من 40 شركة كورية في مصر في مختلف القطاعات، بما في ذلك الإلكترونيات والنقل والكيماويات والمنسوجات. ويعد نجاح هذه الشركات أمرا حاسما لجذب المزيد من الاستثمارات الكورية. وتساهم شركات مثل سامسونج وإل جي بالفعل في مبادرات التصنيع والتصدير في مصر، مما يخلق فرص عمل جيدة. ومع ذلك، فإن الحفاظ على العلاقات الثنائية الممتازة يتطلب دعمًا مستمرًا من مواطني كلا البلدين، ولهذا السبب نحن ملتزمون بتعزيز التفاهم المتبادل من خلال التبادل النشط والدبلوماسية العامة.

هل يمكنك الكشف عن حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا خلال عام 2023؟

وتعتبر مصر شريكا تجاريا رئيسيا لكوريا في أفريقيا. وفي عام 2023، بلغ حجم التجارة الثنائية بيننا ملياري دولار، ومن المتوقع أن ينتعش، على الرغم من انخفاضه عن 3.2 مليار دولار في عام 2022، بسبب التحسن في البيئة الاقتصادية في مصر.

كيف تطورت العلاقات التجارية بين البلدين في السنوات الأخيرة؟

ولا يعكس حجم التجارة حتى الآن الإمكانات الكاملة لشراكتنا، بالنظر إلى نقاط القوة التي تتمتع بها مصر كقوة اقتصادية ناشئة. تعمل السفارة الكورية بنشاط على تعزيز التبادلات التجارية والتفاعلات لتوسيع هذه الإمكانات. بالإضافة إلى ذلك، يجري حاليًا إعداد دراسة جدوى مشتركة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية، والتي من المرجح، بمجرد الانتهاء منها، أن تعزز التجارة والاستثمارات الكورية في مصر.

هل يمكنك توضيح طبيعة ومدى المشاركة الكورية في المشاريع الكبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة؟

إن مشاركة كوريا في المشروعات الكبرى في مصر هي شهادة على اهتمامنا باستكشاف فرص التعاون الجديدة. وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في مصر، تتعاون شركة Hyundai Rotem مع NERIC لبناء مصنع لمركبات مترو القاهرة. وقعت شركة SK Ecoplant مذكرة تفاهم لبناء منشآت الهيدروجين والأمونيا الخضراء.

ماذا عن العاصمة الإدارية الجديدة؟

وتسير أعمال البناء في العاصمة الإدارية الجديدة بشكل جيد، حيث تشارك شركة إل إس إلكتريك، إحدى شركات الكهرباء الكورية الكبرى، حاليًا في إنشاء مشروع مونوريل القاهرة الكبرى الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة. ويتم تبادل تجربة كوريا في بناء مدينتنا الإدارية سيجونج، من خلال تعاون الوكالة الوطنية الكورية لبناء المدن الإدارية (NAACC) مع نظيرتها المصرية، العاصمة الإدارية للتنمية الحضرية (ACUD) لتطوير المدن الذكية.

هل يمكنك تقديم تفاصيل عن حجم وتركيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة لكوريا الجنوبية في مصر؟

وتعتبر كوريا مصر مركزًا استثماريًا محوريًا في المنطقة، حيث يبلغ حجم استثماراتها 870 مليون دولار وأكثر من 40 شركة كورية نشطة. التصنيع هو القطاع الأساسي، بقيادة شركات عملاقة مثل سامسونج وإل جي إلكترونيكس، وهما أيضًا مصدران رئيسيان من مصر.

تقوم شركة LG Electronics بتصنيع الأجهزة المنزلية في مصر منذ عام 1990. وتستمر شركة Samsung Electronics في توسيع مجموعة منتجاتها وتنتج الآن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بالإضافة إلى أجهزة التلفاز. سيتم توسيع محفظة سامسونج قريبًا لتشمل الهواتف الذكية المتطورة بعد الانتهاء من إنشاء خط مصنع جديد في بني سويف. أنا فخور بأن سامسونج إلكترونيكس وإل جي إلكترونيكس أصبحتا مصدرين رئيسيين من مصر إلى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

علاوة على ذلك، تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة الكورية شريكًا حيويًا في مصر، حيث تشارك في إنتاج المكونات الإلكترونية والصلب وشفرات الحلاقة والمنتجات البلاستيكية. وتشمل مساهماتهم تصدير المنتجات، وخلق فرص العمل، ونقل التكنولوجيا، ودعم الاقتصاد المصري.

تقف مصر كشريك استراتيجي محوري لكوريا الجنوبية في أفريقيا: السفير كيم يونجهيون

كيف تنظر الشركات الكورية إلى التطورات الاقتصادية الحالية وفرص الاستثمار في مصر؟ ما هي التحديات التي يواجهونها عند ممارسة الأعمال التجارية في مصر؟

وواجهت الشركات الكورية تحديات بسبب نقص العملة الأجنبية في مصر في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي يستقر بسرعة، وذلك بفضل التدفق الكبير للعملات الأجنبية من المجتمع الدولي. وقد أدى هذا بشكل عام إلى تحسين ظروف العمل للشركات الكورية.

ومع تعزيز بيئة الأعمال، يُظهر مجتمع الأعمال الكوري اهتمامًا وحماسًا قويين لمصر. ومع ارتفاع التكاليف في قواعد التصنيع التقليدية مثل الصين وفيتنام، تستكشف العديد من الشركات الكورية فرصا استثمارية جديدة. ونظراً لموقع مصر الاستراتيجي، وشبكة اتفاقيات التجارة الحرة الواسعة، والقوى العاملة الشابة الماهرة، فإنني متفائل بأن التعاون الاقتصادي بين مصر وكوريا سوف ينمو بشكل كبير.

هل يمكنك مشاركة عدد السائحين الكوريين الذين زاروا مصر خلال عام 2023؟ ما مدى أهمية السياحة في تعزيز العلاقات الثنائية؟

وقد انتعش عدد السياح الكوريين الذين يزورون مصر بعد كوفيد-19. وفي عام 2023، زار مصر ما يقرب من 33408 سائحًا كوريًا، مما يمثل زيادة بنسبة 129٪ عن العام السابق.

تلعب السياحة دورًا حاسمًا لأنها تتيح فهمًا أعمق ومباشرًا بين شعبي البلدين. وفي عامي 2022 و2023، خفضت الحكومة الكورية مستويات تحذير السفر لمناطق مثل جنوب سيناء وسيوة، مما مكن المزيد من السائحين الكوريين من تجربة جمال مصر.

وتلتزم الحكومة الكورية بتعزيز التبادلات الشعبية، بما في ذلك الجهود المبذولة لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وسيول.

وبالنظر إلى التطورات الإقليمية الأخيرة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك الدور المصري، ما هي التبعات التي تراها على كوريا الجنوبية والمنطقة؟

تشعر الحكومة الكورية بقلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة. لقد طالبنا بحماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي وقدمنا ​​10 ملايين دولار كمساعدات إنسانية للهلال الأحمر المصري والأونروا. ونشيد بجهود الوساطة المصرية من أجل وقف إطلاق النار والحل الشامل، ونأمل أن تتحقق نتائج إيجابية قريبا. وكعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تلتزم كوريا بالمساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة وتدعم حل الدولتين للقضية الإسرائيلية الفلسطينية.

كما ندرك الأهمية الحاسمة للملاحة الآمنة في البحر الأحمر، وهو طريق بحري رئيسي للتجارة العالمية (يمثل 15% من الشحن البحري). نحن متفائلون بعودة العمليات في قناة السويس إلى طبيعتها.


هل هناك أي مشاريع أو مبادرات مشتركة قادمة بين كوريا الجنوبية ومصر من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية؟

نعم، إن التعاون التنموي هو حجر الزاوية في علاقاتنا الثنائية. تم اختيار مصر كشريك ذو أولوية للمساعدات الإنمائية الرسمية لكوريا لعام 2021، مما يجعلها الشريك الأول ذو الأولوية للمساعدات الإنمائية الرسمية لكوريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويجري تنفيذ العديد من المشاريع التنموية المشتركة.

وبعد الاتفاقية، نتوقع المزيد من المشاريع الثنائية لزيادة القروض الكورية الميسرة لمصر من مليار دولار إلى 3 مليارات دولار خلال القمة الكورية الأفريقية 2024.

هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ عبر قطاعات مثل البنية التحتية، والحوكمة الرقمية، والتحول الأخضر، والتعليم العالي. على سبيل المثال، سيمكن مشروع البنية التحتية للسويس الخضراء، الذي تبلغ قيمته 147 مليون دولار، هيئة قناة السويس من بناء زوارق قطر وعبّارات صديقة للبيئة للغاز الطبيعي المسال، مما يساعد مصر في تقليل انبعاثات الكربون.

ما هي الأهداف والتطلعات طويلة المدى لسفارة كوريا الجنوبية في مصر؟

تهدف سفارة كوريا الجنوبية في مصر إلى تعزيز علاقة قوية ومتبادلة المنفعة مع مصر. نحن نعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا نظرًا لموقعها المهم الذي يربط بين أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وشبكة اتفاقيات التجارة الحرة الواسعة (FTA). وتشمل أهدافنا طويلة المدى تعزيز التعاون الاقتصادي، والعلاقات الثقافية، والشراكات الاستراتيجية.

كيف تتصور مستقبل العلاقة بين كوريا الجنوبية ومصر؟

وإنني أتصور مستقبلاً تتناغم فيه براعة التصنيع الكورية مع إمكانات النمو في مصر وحوافز الاستثمار الجذابة. ويشمل ذلك التراخيص الذهبية، والإعفاءات الضريبية، وإعانات التصدير التي تقدمها الحكومة المصرية. ويعد مثل هذا التعاون بسيناريو مربح للجانبين، وتعزيز الاستثمارات وإثراء كلا البلدين. ومع اقترابنا من الذكرى الثلاثين لعلاقاتنا الدبلوماسية، تلتزم السفارة بتحقيق هذه الإمكانات من خلال الفعاليات الثقافية وزيارات الوفود والتبادلات الشعبية، بما في ذلك السياحة، لتعزيز روابطنا مع الجنوب العالمي.

شارك المقال
اترك تعليقك