حذرت دراسة من أن أمراض اللثة قد تكون علامة تحذيرية مرعبة لمرض رئوي مميت

فريق التحرير

يعاني أكثر من نصف البالغين في المملكة المتحدة من أمراض اللثة – أظهر بحث جديد أنه قد يكون مرتبطًا بحالة رئوية غير قابلة للشفاء والتي تعد واحدة من أكبر الأمراض القاتلة في العالم

أظهر بحث جديد أن أكثر من نصف البالغين في المملكة المتحدة يعانون من أمراض اللثة، ولكن يمكن أن يكون لها تأثير أكثر خطورة على صحتك من مجرد نزيف اللثة ورائحة الفم الكريهة.

سوء نظافة الفم يجعل حالة الرئة القاتلة أسوأ، وفقا لنتائج دراسة جديدة. يقول العلماء إن أمراض اللثة، المعروفة أيضًا باسم التهاب دواعم الأسنان، تؤدي إلى تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). مرض الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي السادس للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO). إنه غير قابل للشفاء والتدخين هو السبب الرئيسي في البلدان ذات الدخل المرتفع بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومع ذلك، يعاني غير المدخنين بانتظام من مرض الانسداد الرئوي المزمن.

ينجم التهاب دواعم السن عن تراكم البلاك دون علاج، وهو عبارة عن طبقة لزجة تتكون أساسًا من البكتيريا. مع مرور الوقت، يمكن أن تتصلب البلاك وتتحول إلى جير وتسبب التهابًا في اللثة. إذا تركت يمكن أن تنتج فجوات عميقة بين الأسنان واللثة حيث تزدهر البكتيريا وقد تؤدي إلى فقدان العظام. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن التهاب اللثة هو عامل خطر للعديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان. تظهر هذه الدراسة الأخيرة أن التهاب اللثة ينشط الخلايا المناعية المرتبطة بالتطور المتفاقم لمرض الانسداد الرئوي المزمن.

تشير النتائج، التي نشرت في مجلة mSystems (corr)، إلى أن التهاب اللثة ومرض الانسداد الرئوي المزمن يؤديان معًا إلى تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن. ولكن ليست كل الأخبار سيئة، يقول الباحثون إن هذه المعرفة تعني أن إدارة أمراض اللثة يمكن أن تكون علاجًا محتملاً لمرض الانسداد الرئوي المزمن.

وأظهر فريق البحث من مستشفى غرب الصين لطب الأسنان بجامعة سيتشوان أن البكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة تنشط نوعين من الخلايا – خلايا جاما دلتا التائية والبلاعم M2 – وهي مهمة لجهاز المناعة ولكنها تعزز أيضًا مرض الانسداد الرئوي المزمن. وقال عالم الأحياء الدقيقة الدكتور بويو تانغ، الذي قاد الدراسة مع عالم الأحياء الدقيقة الدكتور يان لي: “من خلال تعزيز علاج اللثة واستهداف تثبيط خلايا جاما دلتا التائية والبلاعم M2، قد نكون قادرين على المساعدة في السيطرة على تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن”.

تلعب بكتيريا فموية تسمى Porphyromonas gingivalis دورًا مهمًا في أمراض اللثة، وفقًا لدراسات سابقة. في هذه التجربة الأخيرة، استخدم فريق البحث الصيني الفئران لإظهار كيف يمكن لهذه البكتيريا أن تؤدي إلى تفاقم تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن.

في إحدى التجارب، أظهروا أن الفئران المصابة بالتهاب اللثة ومرض الانسداد الرئوي المزمن كانت لديها تطور أسوأ لمرض الانسداد الرئوي المزمن من الفئران المصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن فقط. وفي التجارب التي استخدمت أنسجة رئة الفئران، أظهر الفريق أن P. gingivalis يمكنها تنشيط الخلايا المناعية، وتعزيز قدرتها على إنتاج السيتوكينات المرتبطة بتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.

وقال الفريق إنهم يعتزمون مواصلة أبحاثهم. وقال الدكتور لي: “سنقوم بإجراء دراسات إضافية على البشر لتأكيد الآلية”. يخطط الفريق لتجنيد المرضى الذين يعانون من كلتا الحالتين وتقديم علاج التهاب اللثة، ثم مقارنة وظائف الرئة وعدد الخلايا المناعية قبل وبعد. وأضاف الدكتور لي: “النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن تؤدي إلى استراتيجية جديدة محتملة لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن”.

شارك المقال
اترك تعليقك