دخل جنود إسرائيليون إلى أكبر مستشفى في غزة، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس المخابرات الأمريكية بأنه يعتقد أن حماس تستخدم المبنى لإخفاء مركز قيادة.
اقتحمت القوات الإسرائيلية أكبر مستشفى في غزة فيما وصفه الجيش بأنه “عملية مستهدفة” ضد حماس.
وحاصر الجيش المنشأة في وقت مبكر من يوم الأربعاء كجزء من هجومه البري ضد المجموعة التي زعم أنها كانت تخفي عمليات عسكرية في المستشفى. وقد تم دعم ادعاءاتهم من قبل رؤساء المخابرات في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تحرك فيه الجنود الإسرائيليون للسيطرة على شمال غزة، بما في ذلك السيطرة على مباني القانون ومقر الشرطة في المنطقة. كان مستشفى الشفاء مركزاً للمرحلة الأخيرة من الصراع، حيث ظل مئات المرضى والموظفين والنازحين محاصرين بداخله.
وكان المستشفى قد أوقف عملياته خلال عطلة نهاية الأسبوع مع انخفاض الإمدادات ونقص الكهرباء مما تركه بلا وسيلة لتشغيل الحاضنات وغيرها من المعدات المنقذة للحياة. وحفر موظفو المشرحة مقبرة جماعية خارج المستشفى أمس لـ 120 جثة بعد انقطاع التيار الكهربائي.
قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه داهم مناطق محددة في مجمع الشفاء، أثناء محاولته تجنب إيذاء المدنيين. ولم يذكر بيانهم المزيد من التفاصيل. وأفاد شهود عيان في وقت لاحق من الصباح أنه تم رصد دبابات خارج المستشفى، حيث دخل حوالي 100 من قوات الكوماندوز المجمع بالقنابل اليدوية.
وتزعم إسرائيل منذ فترة طويلة أن المسلحين يخفون أصولًا عسكرية في المنشأة والمستشفيات الأخرى. وفي الولايات المتحدة، أيد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أمس هذا الادعاء، وقال إن حماس وجماعة الجهاد الإسلامي الأصولية “تديران نقطة قيادة وسيطرة من الشفاء في مدينة غزة”. وأضاف: “لقد خزنوا أسلحة هناك وهم مستعدون للرد على عملية عسكرية إسرائيلية ضد تلك المنشأة”.
ونفت حماس والطاقم الطبي في المستشفى هذا الادعاء، ووصف بيان للجماعة المسلحة الغارة بأنها “جريمة حرب”. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الثلاثاء إنه قام بإجلاء المرضى والأطباء والعائلات النازحة من مستشفى القدس، وهو مستشفى آخر في مدينة غزة. وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون أيضًا إنهم سيسمحون بدخول شحنات الوقود إلى قطاع غزة للعمليات الإنسانية، وهو إعلان جاء بعد ساعات من إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أن احتياطيات الوقود لديها في غزة قد نضبت يوم الثلاثاء.
وقالت وكالة الأمم المتحدة الإنسانية إن القتال بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين في شمال غزة أدى أيضا إلى فرار 200 ألف شخص جنوبا خلال الأيام العشرة الماضية. وقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي لا تحسب الوفيات بين المدنيين والمسلحين بشكل منفصل. واحتجزت حماس حوالي 240 رهينة إسرائيلية في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتم إطلاق سراح أربعة منهم فقط.