قال البنتاغون إن الولايات المتحدة هاجمت منشأتين في سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات المدعومة من إيران، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وجاءت الضربات بعد أن تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بالرد على الهجمات على أفراد أمريكيين التي ألقت واشنطن باللوم فيها على الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان يوم الخميس “الولايات المتحدة لا تسعى للصراع وليس لديها نية أو رغبة في الانخراط في مزيد من الأعمال العدائية، لكن هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
وأضاف: “إيران تريد إخفاء يدها وإنكار دورها في هذه الهجمات ضد قواتنا. لن نسمح لهم. إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية، فلن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا.
وقال أوستن إن “الضربات المصممة بدقة” كانت دفاعا عن النفس ولم تكن مرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال: “إنها منفصلة ومتميزة عن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، ولا تشكل تحولا في نهجنا تجاه الصراع بين إسرائيل وحماس”.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض حذر في وقت سابق من أن واشنطن سترد على الهجمات في “الوقت الذي نختاره وبالطريقة التي نختارها”.
وجاءت تصريحات كيربي في الوقت الذي قالت فيه وزارة الدفاع الأمريكية يوم الخميس إن القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا تعرضت لهجوم 16 مرة على الأقل هذا الشهر من قبل “فصائل مسلحة مدعومة من إيران”.
وأصيب 21 جنديا أمريكيا في الهجمات، معظمهم يعانون من إصابات في الدماغ، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وتصاعدت التقارير عن الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر عندما شنت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على إسرائيل يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 7000 شخص قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة التي نفذت ردا على هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وقال بايدن يوم الأربعاء إنه حذر بشكل مباشر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال بايدن للصحفيين: “إن تحذيري لآية الله هو أنه إذا واصلوا التحرك ضد تلك القوات، فسنرد، وعليه أن يكون مستعدا”، مضيفا أن ذلك “لا علاقة له” بإسرائيل.
ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وطهران، ولم يذكر بايدن كيف تم إيصال الرسالة.
وعارض محمد جمشيدي، مساعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، رواية بايدن في تعليق نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن “الرسائل الأميركية لم تكن موجهة إلى قائد الثورة الإسلامية ولم تكن سوى طلبات من الجانب الإيراني”.
إذا كان بايدن يعتقد أنه حذر إيران، فعليه أن يطلب من فريقه أن يطلعه على نص الرسائل”.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء احتمال تصاعد القتال بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي أوسع.
وتدعم إيران كلاً من حماس، التي تحكم غزة، وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، التي اشتبكت معها إسرائيل في مناوشات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
ويوم الخميس، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة “لن تنجو من هذه النار” إذا لم ينته القصف الإسرائيلي لغزة.
وقال أمير عبد اللهيان: «أقول بصراحة لرجال الدولة الأميركيين الذين يديرون الآن الإبادة الجماعية في فلسطين، إننا لا نرحب بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة». ولكن إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة، فلن يسلموا من هذه النار”.