حثت قمة القاهرة للسلام، التي يرأسها قادة مصر والأردن وفلسطين، المجتمع الدولي على إيجاد حل للأزمة الراهنة في الشرق الأوسط، وحماية حياة المدنيين، وتفعيل عملية السلام لتحقيق السلام الشامل. التسوية الشاملة للصراع.
كما أكدت القمة، التي عقدت يوم السبت، على ضرورة الإسراع في توفير ممر آمن ووقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة بالقول إن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن تتم، ولن تكون بأي حال من الأحوال على حساب مصر”.
وأضاف: “إن شعوب العالم أجمع تراقب بأعين واسعة مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة فيما يتعلق بالتصعيد العسكري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية”.
وقال السيسي إن مصر تبذل جهودا مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة.
وقال أيضًا إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على تشغيل المعبر بشكل مستدام بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والهلال الأحمر الفلسطيني.
وجدد السيسي رفض القاهرة التام للتهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى أراضي سيناء.
وقال إن حل القضية الفلسطينية ليس تهجير شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل تحقيق العدالة وحصوله على حقوقه المشروعة وحق تقرير المصير.
“لقد دفعت مصر ثمناً باهظاً من أجل السلام في هذه المنطقة، بادرت إليه عندما كان صوت الحرب هو الأعلى وحافظت عليه وحدها عندما كان صوت العطاءات الجوفاء هو الوحيد وظل شامخاً، تقود منطقتها نحو التعايش السلمي المبني على أساس وأضاف العدالة.
وشدد السيسي على ضرورة أن تبعث قمة القاهرة للسلام برسالة أمل: “دعونا نرسل رسالة أمل لشعوب العالم بأن الغد سيكون أفضل من اليوم”.
“دعونا نرسل رسالة إلى شعوب العالم مفادها أن قادته يدركون عظم المسؤولية… ويرون بأم أعينهم فداحة الكارثة الإنسانية… ويعانون من أعماق قلوبهم، من أجل كل طفل بريء، الذي يموت بسبب صراع لا يفهمه. يأتيه الموت بقذيفة أو قصف.. أو يأتي ببطء، لجرح لا يجد دواء.. أو للجوع لا يجد طعاما”.
أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن غضبه وحزنه إزاء أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
وقال إن “حملة القصف العنيفة في غزة هي عقاب جماعي للسكان المحاصرين والعاجزين”، ووصفها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب”.
وأشار العاهل الأردني إلى أنه “كلما أصبحت الأحداث أكثر وحشية، قل الاهتمام الذي يحظى به العالم”.
وشدد على أن الأولوية الآن هي “الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين واتخاذ موقف موحد يدين استهدافها من قبل الطرفين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه”. بشكل انتقائي.”
وقال: “الأولوية الثانية هي توصيل المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة”.
حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من محاولات وعمليات طرد وتهجير الفلسطينيين من غزة والقدس والضفة الغربية. وأكد: “لن نقبل التهجير وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات”.
وأدان عباس “العدوان الهمجي” الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعا إلى الوقف الفوري للعدوان. كما دعا إلى فتح ممرات إنسانية للسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الضروريات إلى قطاع غزة المحاصر. وحذر من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني في غزة وقال: “لن نخرج، لن نغادر، سنبقى في أرضنا”.
وحث عباس المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني وعقد مؤتمر دولي للسلام حول الصراع في الشرق الأوسط.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة الأمد. وقال إنه لا يمكن تجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية، مثل 75 عاما من الاحتلال دون نهاية في الأفق.
وأشار إلى أن القمة تنعقد في قلب منطقة تعاني من الألم، وعلى بعد خطوة من الهاوية، وفي منطقة من المستحيل ألا تهزها صور المعاناة التي تكسر القلب وتحرق الألم. روح.
وقال غوتيريس إنه خلال زيارته لمعبر رفح الحدودي يوم الجمعة، شهد كارثة إنسانية تحدث في الوقت الحقيقي. وقال إن هناك مليوني شخص على الجانب الآخر من الحدود بدون ماء وطعام ووقود وكهرباء وأدوية، بما في ذلك الأطفال والأمهات وكبار السن.
وقال غوتيريش: “لا يوجد شيء يمكن أن يبرر الهجوم الذي شنته حماس، ومثل هذه الهجمات لا يمكن أبدا أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن: “حرص الاتحاد الأوروبي على دعم الجهود الإنسانية وإيصال المساعدات للفلسطينيين”.
وأضاف: “إنها مسؤولية الجميع ضمان عدم انتشار هذا الصراع. وهذا هو الهدف الرئيسي لقمة القاهرة”.
واختتم ميشيل: “من الضروري بذل كافة الجهود من أجل التوصل إلى حل مستدام وفق حل الدولتين. ويجب على جميع الدول هنا دعم السلطة الفلسطينية التي تمثل التطلعات والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال أيضا إننا الآن في سياق يعاني فيه الشعب الفلسطيني من صعوبات وانقسامات ومسؤوليات. وقال إنه يجب علينا أن نتكاتف ونحاول إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والتمسك بهذه القيم واحترام القانون الدولي.
وتهدف قمة القاهرة للسلام التي تعقد يوم السبت إلى وضع حد للحرب بين إسرائيل وحماس التي دخلت أسبوعها الثالث.
وتتزامن القمة مع دخول شاحنات الإسعافات الأولية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء المصرية.