أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موقف بلاده الرافض لأي محاولات لإنهاء القضية الفلسطينية عبر تهجير أهالي غزة إلى سيناء. كما أدان الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين، ودعا إلى التدخل الدولي الفوري لوقفها.
وأضاف: “نرفض كافة الممارسات المتعمدة ضد المدنيين ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفها”.
وأدان الرئيس السيسي كافة الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين في انتهاك للقوانين الدولية.
وأعرب السيسي، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، عن عميق الحزن والألم، كما قدم تعازيه الصادقة لضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني.
وحذر من أن استمرار العمليات العسكرية الحالية ستكون له تداعيات أمنية وإنسانية قد تخرج عن نطاق السيطرة بل وتنذر بخطر توسيع الصراع في ظل غياب تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد الحالي بشكل فوري.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الرئيس إلى أنه بحث خلال مباحثاته مع المستشار أولاف شولتز بشكل مفصل المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والتصعيد العسكري في قطاع غزة الذي أودى بحياة آلاف المدنيين من الجانبين ويشكل أيضا تهديدا أمنيا. مخاطر جسيمة على المدنيين وشعوب المنطقة. وحذر من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور بشكل مؤسف وغير مسبوق.
وأشار إلى أنه تم خلال المباحثات مناقشة الجهود المصرية لاحتواء الأزمة من خلال الاتصالات المكثفة مع أطراف الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف: “اتفقت أنا والمستشارة الألمانية على الضرورة الملحة للعودة إلى طريق التهدئة وفتح آفاق جديدة للتسوية لتجنب انزلاق المنطقة إلى دائرة مفرغة من العنف وتعريض حياة المدنيين لمزيد من الخطر”.
وقال الرئيس إنه أكد للمستشارة الألمانية ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع الرئيس السيسي: “اتفقنا على أهمية العمل بشكل مكثف لاستئناف عملية السلام بعد احتواء التصعيد الحالي وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية”. كما أعربت له عن قلق مصر البالغ إزاء التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وشددت على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع وتسهيل عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.
وأكد الرئيس السيسي، استمرار مصر في استلام المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل هذه المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري عندما تسمح الظروف بذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن مصر لم تغلقه منذ اندلاع الأزمة، لكن التطورات على وقد حالت الأرض والقصف الإسرائيلي المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر دون تشغيله.
وأضاف أن مصر ترفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم أو أن يأتي ذلك على حساب الدول الأخرى في المنطقة.
وأكد السيسي في هذا الصدد أن مصر ستظل ثابتة على دعمها للحق الفلسطيني المشروع في أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.
وحذر الرئيس المصري من أن تصفية القضية الفلسطينية أمر بالغ الخطورة، قائلا: “إننا نرى أن ما يحدث في غزة الآن ليس فقط رغبة في توجيه عمل عسكري ضد حماس، بل محاولة لدفع السكان المدنيين إلى البحث عن ملجأ وملاذ آمن”. النزوح إلى مصر.”
وأشار إلى أن كل من يهتم بالسلام في المنطقة لا يقبل ذلك، وليس في مصر فقط. وأضاف: “نحن دولة ذات سيادة حرصنا طوال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل على جعل هذا المسار خياراً استراتيجياً نحرص عليه ونعمل على تطويره، كما نسعى إلى جعل هذا المسار جاذباً للدول الأخرى”. للانضمام إليه، على حد تعبيره.
وفي تطور آخر، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم لإسرائيل خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء. وقال إنه لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا إسرائيل. وأضاف الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي على هامش زيارته لإسرائيل، أن الحرب في إسرائيل ستكون طويلة، معتبرا أن أمن وسلامة اليهود حول العالم مرتبط بإسرائيل. “هذا يجعلني معجبا بهذا البلد.”
وقال الرئيس: “أردت أن أكون هنا اليوم لسبب بسيط وهو أنني أريد أن يعرف شعب إسرائيل وشعوب العالم موقف الولايات المتحدة”.
وأدان بايدن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قائلا إن “حماس ارتكبت شرورا وفظائع تجعل داعش تبدو أكثر عقلانية إلى حد ما”.
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، موقف بلاده الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، قائلا: “إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم”. في الشرق الأوسط، وهو ما تبنته روسيا دائمًا”.
ووصف الرئيس الروسي استهداف المستشفى المعمداني في غزة بـ”الحادث المأساوي والكارثي” الذي يستدعي ضرورة إنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية بشكل عاجل من خلال بدء المحادثات.
وقال بوتين عقب محادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ في بكين: “محادثاتنا مع زعماء دول المنطقة جاءت في الوقت المناسب وكانت مثمرة، ولا أحد يريد أن يتفاقم الوضع ويستمر الصراع”.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 3478 قتيلا وأكثر من 12 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في الأدوية، ومشكلة كبيرة في الوصول إلى المستشفيات، وانقطاع المياه والكهرباء، وأن “انقطاع المياه وتدهور نظام الصرف الصحي يزيد من المخاطر”. من تفشي الأمراض والأوبئة.
حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، اليوم الأربعاء، من خروج الوضع في قطاع غزة عن السيطرة، عقب قصف المستشفى الأهلي المعمداني، والذي أدى إلى مقتل المئات.
وشدد على ضرورة وقف العنف من قبل جميع الأطراف، مشددا على ضرورة السماح بإيصال الإمدادات المنقذة للحياة لأن كل ثانية تمر دون مساعدة طبية تفقد المزيد من الأرواح.