حذرت مصادر مصرية رفيعة المستوى من أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة والدعوات إلى التهجير الجماعي للفلسطينيين يهدف إلى تدمير القضية الفلسطينية.
وقالت المصادر لصحيفة ديلي نيوز إيجيبت إن رؤية القاهرة كانت بعيدة النظر عندما حذرت من الوضع وتداعياته على ثوابت القضية الفلسطينية.
وأكدوا أن دعوات التهجير كفيلة بإفراغ قطاع غزة من سكانه وتقويض القضية الفلسطينية نفسها.
وأعلنت إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة بعد يومين من تسلل عشرات المسلحين الفلسطينيين من حركة حماس إلى إسرائيل من غزة عن طريق البر والبحر والجو. وأدى الهجوم المفاجئ إلى مقتل ما لا يقل عن 800 شخص وأسر ما لا يقل عن 100 أسير.
لقد فوجئت حماس تماماً بالجهاز العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع معارك ضارية في شوارعها للمرة الأولى منذ عقود من الزمن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في بيان بالفيديو يوم الاثنين: “إننا نفرض حصارًا كاملاً على غزة… لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا غاز – كل شيء مغلق”. وبرر هذه الخطوة من خلال وصف الفلسطينيين بأنهم “شعب متوحش”.
وقد ترك الحصار أكثر من مليوني شخص في غزة بدون كهرباء أو ماء أو وقود. وأدانت الأمم المتحدة القرار ووصفته بأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي.
وقُتل أكثر من 500 فلسطيني وأصيب ما يقرب من 3000 آخرين في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المباني السكنية والمكاتب في القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة.
تتزايد المخاوف بشأن الغزو البري لغزة في أعقاب تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده “في حالة حرب” رداً على أسوأ الهجمات منذ عقود.
ويعد تحذير المصادر المصرية بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها الصراع الحالي. إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة هو شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يسبب معاناة هائلة للشعب الفلسطيني. بل إن الدعوات إلى تهجير الفلسطينيين هي أكثر خطورة، لأنها ستكون لها عواقب مدمرة على القضية الفلسطينية.