“القهوة تمنح عقلك دفعة خاصة للمساعدة في التركيز، مما يجعلك أكثر يقظة”

فريق التحرير

تشرح الدكتورة ميريام ستوبارد نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة مينهو في البرتغال والتي بحثت كيف تجعلنا القهوة أكثر نشاطًا وانتباهًا

نعلم جميعًا أن القهوة منبهة وعنصرها المحفز هو الكافيين. لكن التعزيز الذي يحصل عليه الناس من المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين لا يقترب من فنجان من القهوة. ماذا يحدث هنا؟

أراد باحثون من جامعة مينهو في البرتغال معرفة ما إذا كان تأثير القهوة في اليقظة يرجع إلى ما هو أكثر من الكافيين. واتضح أن الكافيين العادي يحاكي تأثيرات القهوة جزئيًا فقط.

وبينما عزز الكافيين مناطق الدماغ التي تجعلك تشعر بمزيد من اليقظة، كان للقهوة تأثير إضافي على مناطق الدماغ التي تؤثر على الذاكرة وتحقيق الأهداف. وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة نونو سوزا: “هناك توقع شائع بأن القهوة تزيد من اليقظة والأداء الحركي النفسي”.

“عندما تتمكن من فهم الآليات الكامنة وراء ظاهرة بيولوجية بشكل أفضل، فإنك تفتح مسارات لاستكشاف العوامل التي قد تعدلها وحتى الفوائد المحتملة لتلك الآلية.” تم تجنيد الأشخاص الذين شربوا ما لا يقل عن كوب واحد من القهوة يوميا في الدراسة وطلب منهم الامتناع عن تناول الطعام أو شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لمدة ثلاث ساعات على الأقل قبل ذلك.

وأجرى المشاركون فحصين للدماغ بالرنين المغناطيسي – واحدة قبل ذلك والآخر بعد 30 دقيقة – إما بتناول الكافيين المخفف في الماء الساخن أو شرب كوب موحد من القهوة. ووجد العلماء أن تناول القهوة والكافيين أدى إلى انخفاض الاتصال العصبي في الشبكة الافتراضية للدماغ، والتي تشارك في الاستبطان والتأمل الذاتي.

ويقول الباحثون إن هذا التغيير يعني أن الناس أكثر استعدادًا للانتقال من وضع الراحة إلى وضع العمل. لكن شرب القهوة كان له فوائد إضافية تتمثل في زيادة الاتصال في الشبكة العصبية الأكثر تقدما في الدماغ التي تتحكم في الرؤية، وأجزاء أخرى تشارك في الذاكرة العاملة، والتحكم المعرفي والسلوك الموجه نحو الأهداف. ولم يحدث هذا مع الكافيين فقط.

وبعبارة أخرى، قال الباحثون إنه إذا كنت لا تريد أن تشعر باليقظة فحسب، بل بالاستعداد للانطلاق، فمن المحتمل أن الكافيين وحده لن يفي بالغرض. وقالت ماريا بيكو بيريز، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “إن الاستهلاك الحاد للقهوة أدى إلى انخفاض الاتصال الوظيفي بين مناطق الدماغ في شبكة الوضع الافتراضي، وهي شبكة مرتبطة بالعمليات المرجعية الذاتية عندما يكون المشاركون في حالة راحة”.

وأضافت: “كان الأشخاص أكثر استعدادًا للعمل وتنبيهًا للمحفزات الخارجية بعد تناول القهوة”. لذا تشير النتائج إلى أنه على الرغم من أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين تشترك في بعض تأثيرات القهوة، إلا أنها لا تحتوي على جميع الفوائد الخاصة. قد تشمل هذه العوامل عوامل مثل الاستمتاع بالرائحة والطعم المعين أو الانعاش بالتوقعات النفسية لفنجان القهوة المفضل لديك.

شارك المقال
اترك تعليقك